30 أغسطس عندما غيب الظلم من رأيته فارسا” وسندا”

في حياة كل فتاة رجل يكون فارسها . تقارن به كل رجال العالم ولاتجد شبيها له. هكذا كان والدي حسن…كنا نعيش حياة هادئة قبل أن يأتي ذاك القدر الذي قلب حياتنا رأساً على عقب من الهناءالى الشقاء..

فبينما كنا نعيش أطفال صغار في ركن يحمينا وحضن يأوينا تحولنا بطرفة عين إلى أطفال كبار لفقداننا ذاك الركن العظيم والحضن الرحيم.

.في يوم 2013/3/15 في لحظة غروب الشمس وكأنه كتب علينا أن تغيب آمالنا وأفراحنا وأمانينا مع غروب ذاك اليوم. تاريخ لن يمحوه طول الزمان حين اقتحم الشبيحة منزلنا بشكل
.وحشي كسروا وخربوا وحرقوا وسرقوا كل مافي بيتنا.. لقد سرقوا منا حياتنا

وبعد تفتيش عن لا شيء وإرهابنا بالسلاح وبضرب أبي وأخي وتقييدهم وتطميش أعينهم بعصابة سوداء ووضعنا في زاوية الغرفة, وجهوا إلينا أسلحة نرى من فوهتها الموت.

أعتقلوا أبي وأخي بعد أن سالت دماؤهم الطاهرة لتطفئ نار الطغاة … وتوقد نار قلوبنا.

.بعد أن إنتزعوا منّا الأمان والسلام وأبي وبعد إعتقال ابي تخلت عنا الدنيا بأسرها فأصبحنا لاجئين في أرضنا وبلدنا بلا سند ولا مأوى ولا معيل.
لم يأوينا إلا أحد الأزقة الذي بتنا فيه ٣ ليال لم تكن علينا سوياً…

عمل والدي سائق باص للنقل العام وكان يحاول أن يؤمن لنا كل مانصبوا له ويدفعنا لتحصيل احلامنا بالعلم لذا حين استلمت شهادتي الثانوية أفتقدت أبي تخيلت فرحته وفخره بي تخيلت كم سيكون مزهوا بابنته التي نالت شهادتها ولكنها ليست الشهادة الوحيدة التي استلمت

عندما أستلمت شهادة وفاة أخي كنت اتمنى لو أن أبي موجود لكان خفف عنا الألم و ماكان لي أن أقف عاجزة وقد أخذت على نفسي عهداً إلى آخر نفس بصدري سأبقى أطالب بحق أبي لأنه مظلوم، قتل وعذب ظلماً وبحقوق جميع من قضوا في سجون النظام الظالم لأننا أصحاب القضية الواحدة كالجسد الواحد إذا أشتكى عضواً تشاكت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى…

نطالب من لديهم العدالة ومن بايديهم إحقاق الحق ويستطيعون ذلك الإفراج عن باقي المعتقلين لكي لا يلقوا نفس المصير و نطالب بمحاكمة عادلة للمجرمين الذي حرمونا أحبابنا وإضافة
إلى ذلك ضمان حقوق عوائل الشهداء والمغيبين والمفقودين

لذلك سارعتُ للإنضمام إلى رابطة عائلات قيصر..لأضم صوتي لأصواتهم ونضالي إلى نضالاته