29 سبتمبر السير نحو العدالة

نظم المركز السوري للإعلام وحرية التعبير  SCMحدثاً جانبياً على هامش الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف حول (سعي عائلات الضحايا للعدالة والتعويض )

وذلك بمشاركة :

  • مركز توثيق الانتهاكات VDC .
  • اللجنة الدولية للمفقودين ICMP.
  • دولتي.
  • رابطة عائلات قيصر .

أدار الجلسة السيد  (يوسف وهبة )عن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وتحدث بداية عن أسباب تأسيس رابطة عائلات قيصر؛ حيث نوه إلى أن ملف قيصر على الرغم من كونه واحداً من أشنع مظاهر العنف البشري إلا أنه يمثل أحد أهم الأدلة الدامغة على ارتكاب النظام السوري لجرائم التعذيب، والمعاملة المهينة اللا إنسانية للضحايا، والقتل خارج نطاق القانون.

وأثنى على تأسيس رابطة عائلات قيصر؛ التي أخذت على عاتقها عهد العمل الدؤوب لجعل هذا الملف من أهم الملفات التي يجب أن تبقى على جداول أعمال المنظمات والهيئات الدولية والتي تبذل جهودها في سبيل العدالة والسلام المستدام في سوريا والعالم بأكمله.

وقد تحدثت السيدة (منى زين الدين) نيابة عن السيدة (مريم الحلاق) رئيسة الهيئة الإدارية في الرابطة، والتي غابت عن الاجتماع نتيجة عارض مرضي ألم بها.

عرضت السيدة زين الدين على لسان السيدة مريم حكايتها التي دفعتها للتوجه في تأسيس الرابطة مطالبة بحقوق الضحايا الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون الأسد، والتي تقول فيها:

“لا يستطيع أحد أن يعرف معنى فقدان الولد سوى من ذاق لوعة هذا الألم، ففي لحظة الولادة تجتمع أفراح الكون بأكمله في قلب الأم ، تقوم بما في وسعها لتربية الولد ، وتعليمه،  والاهتمام به كي يكبر كما تحب وتتمنى ؛ لتأتي الأيدي الآثمة فتختطفه من أحضانها وتعذبه إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ودون اكتراث يلفون جسده ببطانية ، ويضعون رقما على جبينه،  ثم يلقون به في ممرات السجن ، أو أقبيته ؛ لأن ثلاجات الموتى المكتظة تعجز عن استيعاب الأعداد الهائلة من القتلى تحت التعذيب “.

وتكمل زين الدين حكاية الأم المكلومة قائلة :

“خلال بحثي عنه التقيت بكثيرات مثلي  قد فقدن أحد أحبابهن من ولد ، وزوج ، وأخ .

مما زاد في إصراري على المطالبة بمعرفة مصير ابني، وغيره ممن قضوا تحت التعذيب

تواصلت مع منظمات في لبنان لأنني مازلت أحمل أملا بوجوده على قيد الحياة ؛ إلى أن ظهرت صور قيصر التي عرضت من قتلوا تحت التعذيب في معتقلات الأسد.وجدت صورته وعزمت على ألا اسكت عن المطالبة بحقه.

من هنا نشأت فكرة تأسيس هذه الرابطة وبمساعدة المركز السوري للإعلام وحرية التعبيير؛  تمكنا من إطلاقها بهدف تحقيق العدالة لهؤلاء الشهداء، ومقاضاة من كان سببا في قتلهم .

أسسناها لتكون منبرا نطالب به بأبسط حقوقهم في أن يكون لهم قبر معروف يضم جثمانهم “.

وتحدث السيد قتيبة المشعان عن اعتقال أخيه عقبة أثناء توجهه إلى عمله، ومن ثم اختفائه لفترة طويلة دون أن يعرفوا عنه شيئا. إلى أن ظهرت صورته ضمن صور قيصر ممادفعه وأخته ياسمين -المقيمة حاليا في ألمانيا- للسعي إلى المشاركة في تأسيس الرابطة.

فمن كان سبباً في موتهم لابد أن ينال جزاءه العادل.

وفي تعقيب من السيد يوسف وهبة في آخر الجلسة قال: “في رحلة السيدة مريم كانت تحصل على أوراق إحالة من فرع لآخر للبحث عن ابنها أيهم وتجبر في كل مرة على توقيع إقرار ينص على أن ابنها اعتقل لأنه يعمل مع المجموعات المسلحة على الرغم من أن أيهم كان من أنصار السلمية ولم يحمل يوما سلاحا فقد اعتقل من حرم جامعته “.

طريق العدالة شاق ومتعب لكن يجب أن نكمل خطواتنا فيه لنصل الى مانسعى إليه.