21 يناير الاجتماع التأسيسي

لايجد الإنسان في كثير من الأحيان كلمات يعبر بها عن حزنه على من فقد من أحباب، فتختنق الآهات، وتتلاشى الأصوات حينها فقط يكتفي الإنسان بإخراج مشاعره على هيئة دموع، ولكن !!! هل تعيد هذه الدموع من فقدناهم ؟ هل تستطيع تحصيل حقوق من ماتوا من قبل أقذر نظام شهده التاريخ الحديث في  زمن الديمقراطية والمناداة بحقوق الإنسان ؟

بالطبع لا ….علينا العمل بشكل مستمر، والكفاح بطرق عديدة لنعيد لهؤلاء بعضاً من حقوقهم بعد موتهم.

من هذه الرؤية المنطقية والموضوعية، ومن إيمانها بأن العدالة هي القاعدة القوية التي يستند عليها السلام الحقيقي والمستدام، والتي بدونها سيسود العنف والانتقام الذي يجر الى التطرف والصراعات اللامتناهية، انطلقت (رابطة عائلات قيصر) تحمل على كاهلها الرغبة في الحصول على مستقبل لبلدنا ولكل السوريين مستقبل مبني على العدالة والمساواة.

مجموعة من الأفراد جمعت بينهم مأساة واحدة وهي ظهور صور لأفراد من عائلاتهم ضمن صور قيصر؛ الصور التي سربها المصور العسكري المنشق عن النظام السوري، والذي بات يعرف باسم قيصر …. إنسان يكره الظلم شاهد بأم عينه الانتهاكات التي كانت تجري في سجون الأسد، فعمل مع مجموعة من أصدقائه على توثيقها عبر الصور التي التقطها لضحايا قتلوا تحت التعذيب في تلك السجون.

إنها صور إخوة، و أزواج، وأصدقاء، وآباء، وأحباب ورفاق درب لهؤلاء الأفراد الذين التقت آمالهم في تحقيق العدالة فانطلقوا معاً لتأسيس منظمة غير ربحية باسم ( رابطة عائلات ضحايا قيصر) في 7/تموز /2018.

البداية كانت بعقد عدة اجتماعات تحضيرية بين العائلات ومؤسسات من المجتمع المدني تحت إشراف ( المركز السوري للإعلام وحرية التعبير SCM) و (مركز توثيق الانتهاكات VDC).

عُقد الإجتماع الأول بعد تنسيق بين العوائل والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير في برلين شباط من عام 2018 وقد كان من بين الحضور ممثلي المنظمات الدولية التالية:

  • الآلية الدولية المحايدة المستقلة IIIM.
  • اللجنة الدولية للأشخاص المفقودين ICMP.
  • المركز الأوروبي لحقوق الإنسان والحقوق الدستورية ECCHR.
  • الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان FIDH.
  • الأورو متوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان EMHRF .

 

ومن خلال مشاورات هذه العوائل وضعوا نُصب أعينهم الأهداف التالية والتي رأوا أنها الطريق نحو جعل سوريا بلداً آمناً مستقراً:

  1. تسليم رفات الضحايا، وإعادة الدفن بشكل لائق يحترم الكرامة الانسانية ومشاعر أهالي الضحايا، ووفق شعائرهم الخاصة.
  2. تأمين الدعم النفسي، والمعنوي، والقانوني لعائلات الضحايا، ومساعدتهم على تجاوز آثار الجريمة.
  3. ضمان حقوق الضحايا، وعائلاتهم، وتخليد ذكرى الضحايا بشكل لائق واعادة الكرامة لهم.
  4. المساهمة في إطلاق سراح المعتقلين، والمختفين قسرياً، والمختطفين وكشف مصير المفقودين.
  5. ضمان عدم الإفلات من العقاب، وإنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
  6. دعم مسار العدالة الانتقالية القائم على أسس الحقيقة والمحاسبة والإنصاف.

 

ودعا الأعضاء المؤسسين للرابطة  جميع ضحايا التعذيب في سوريا وأسرهم إلى الوقوف بجانبهم لإكمال الطريق الذي نهجوه نحو العدالة، وتقديم المساعدة المتبادلة.

كما دعوا جميع الأطراف المعنية من مدافعين عن حقوق الإنسان، وممثلي الإعلام إلى جعل هموم الضحايا وعوائلهم أولوية، وأن يساهموا بكافة أشكال الدعم، مؤكدين أن الرابطة لن تتوقف عن طرق كل أبواب العدالة في جميع أنحاء العالم، وفي أي وقت إلى أن تتحقق الأهداف المنشودة.