18 مايو سجن بلا قضبان: تقرير جديد حول صور قيصر وأثرها الحاضر على عائلات الضحايا في سوريا

بعد مرور ثمان سنوات منذ ظهور صور قيصر، الصور التي تم اعتبارها “جريمة العصر”. تلك الأدلة التي وثّقت جرائم آلة التعذيب للحكومة السورية بعد التقاط صورٍ لأكثر من /6800/ ضحية، وهي عينة جزئية من الوفيات التي تمت في مراكز الاحتجاز والأفرع الأمنية ونقلت إلى مشفى تشرين العسكري ومشفى /601/، كان بينهم صور أحبّة؛ من أبناء وبنات، أخوات وأخوة، وآباء وأمهات.

تصدر اليوم رابطة عائلات قيصر والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير لبنة التعاون فيما بينهما على شكل تقرير باسم سجن بلا قضبان” بدعم من منظمة إمبيونيتي ووتش Impunity Watch لتعد خطوة إضافية في طريقهما نحو الحقيقة والعدالة، رابطة عائلات فيصر التي جمع أعضاءها مصيراً واحداً على درب المطالبة بحق المختفين/ات قسراً ومن قضوا وقضين تحت التعذيب.

إن تقرير “سجن بلا قضبان” هو عرضٌ لانتهاكات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري المرتبط بالتعذيب المفضي إلى الموت, أو الذي ينتهي بالإعدام خارج إطار القانون أو بإجراءات موجزة, أو يبقى ضحاياه في عداد المفقودين, لجهة أثرها على أسر الضحايا، من خلال العمل مع عينة من الأسر التي تنتمي لرابطة عائلات قيصر، والتي وثّقت الرابطة التّعرف على هويات أبنائهم من خلال الصور التي سرّبها قيصر عام 2014، لتقديم صورة عن الانتهاك المركب والمستمر والممتد الذي يطال المجتمع السوري بغالبيته العظمى، فبحسب أدنى التقديرات فإن أعداد المفقودين في سورية 100 ألف مفقود خلال السنوات العشر الماضية وهي أرقام غير نهائية لضحايا الانتهاكات المركبة وفائض العنف والمنع من الحقوق الأساسية والحق في الحياة والسلامة الجسدية ومعرفة الحقيقة وغيرها, الذي تمارسه الحكومة بالدرجة الأولى.

“حين كانت تصلني أخبار التعذيب في المعتقلات وما يمارسونه قرأت قليلاً ولم أتحمل الاستمرار في القراءة… وصف التجويع والقتل والسلخ والاغتصابات… وتخيّل أن شخصاً عزيزاً عليك يمر بهذا كله كان شعوراً مدمراً. حتى لو طلع أخي رح يطلع مجنون أو فاصل أو شبه إنسان.. شبه حي، محال أن يخرج شخصاً سليماً، محال..أما إن مات إذا سيكون قد ارتاح.. انتهى من التعذيب”.

ياسمين، تعرفت على صورة شقيقها ضمن صور قيصر.

مرّت صور قيصر على الأقل لمرة واحدة على مشاهد ومسامع كل سوري/ة، إلا أن أثرها رغم طول السنين لا يزال حاضراً في أذهان عائلات الضحايا، وجود هذه الصور ومعاينتها كان اللحظة التي عرف معظمهم فيها أن معاناة احبّتهم انتهت منذ حين، وأنّ كابوس التعذيب قد مرّ عليهم، لتبقى معاناتهم هو كعائلات الضحايا بفقد الأحبة، وليستمر سيعهم لتحصيل أبسط حقوق الضحايا وهو دفن رفاتهم.

“أخبرني أحد العناصر (الشاويشية) ذات مرة، أنه طُلِبَ منهم جلب بطانية (غطاء للنوم) والصعود للأعلى، وعند وصولنا، تفاجئنا بأحد المعتقلين مضرجاً بالدم ويسبح في بركة من الدماء، حيث كان قد تمّ تعذيبه بشدة، ومن ثم ضربه بالمطرقة (الشاكوش) على مناطق مختلفة من جسمه وخاصة منطقة الرأس، حتى فارق الحياة.”

شهادة مُعتقل سابق في الفرع 215 لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا 

وبالرغم من كلّ الألم المترافق مع تفاصيل تلك الصور أكد أعضاء رابطة عائلات قيصر على ضرورة دور هذه الصور في المساءلة لكبح آلة القتل، ويشددون على دورها في المناصرة لقضية المعتقلين الذي زادت اعدادهم عن الـ 150 الفاً.

“حين وصلتني الصورة بقيت مصدوماً وتائهاً أربعة أو خمسة أشهر، غير قادر على استيعاب أي شيء حولي.. بلغت مرحلة من فقد التركيز في عملي حيث أبيع خبز التنور والمشروح، يعطيني الشاري 10 ليرات فأعيد له 20 ليرة!”

ر.خ إبن أحد الضحايا، كان في الحادية عشر من عمره حين تعرف على صورة والده ضمن صور قيصر

وفي ختامه، خلص التقرير إلى مجموعة من التوصيات يوجهها كل من رابطة عائلات قيصر والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير إلى الحكومة السورية ومؤسساتها، وهي توصيات بصيغتها العامة موجهة إلى أي حكومة في سوريا حالياً أو مستقبلاً وإلى الأجهزة الحكومية للتعامل مع ملف المفقودين، وإلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة، وأخيراً إلى المجتمع المدني السوري في إطار الجهود المبذولة في ملف المفقودين وذويهم.

كما ستقوم رابطة عائلات قيصر بالتعاون مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بتناول التقرير عبر ندوة افتراضية لمدة 90 دقيقة، في الساعة 16:00 بتوقيت وسط أوروبا يوم الثلاثاء 24 أيار/ مايو 2022.

لمزيد من المعلومات والاستفسارات يرجى التواصل مع:

رابطة عائلات قيصر على الإيميل [email protected]

أو

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير على الإيميل  [email protected]